مالغاية من القصص القرآني؟

 


القصص القرآني يرمي لتحقيق عدَّة أهداف منها ما يلي:
1. تعيير وتوزين لما يكون قد تمَّ سرده حول هذه الموضوعات من الأجيال السابقة لنزول القرآن فيكون ما سرده القرآن هو الأصح والاثبت والأصل الذي يُعتمد في هذه القصص. ولنا خير مثال في قصة آدم التي تنوعت فيها المشارب والمسارد قبل نزول القرآن حتى إذا جاء القرآن سرد القصة الحقيقية باسلوب متقن وجامع ومانع ومنسجم مع كل النتائج العلمية التي توصل اليها العلم.
2. طريقة السرد القرآني للقصص يدفع دوما نحو التفكير والتأمل في المعاني المطروحة تراثياً حول تلك القصص ما يجعل الانسان يسعى للوصول الى أجلى فهم وأحسن تصور عن القصة وبما ينسجم مع الصفات الربوبية والالوهية الثابتة والواضحة في القرآن الكريم، ما سيعني بالتالي بأنَّ القرآن وقصصه المنقول هو نوع من التدريب على العقلانية والمنطقية التي نفتقدها اذا ما سلمنا للتراث عقولنا.
3. القرآن هو سجل تاريخي عن مسيرة البشرية الى مرحلة معيَّنة من الرشد وهو ينقل التجربة البشرية في مراحل مختلفة من حياة الانسان على هذا الكوكب. لذا فإنَّ الاجيال الدارسة له ستتمكن من الحصول على المزيد من كنوزه وبشكلٍ متصاعد بتصاعد الكشوفات العلمية فالنصُّ القرآني ينكشف أكثر وأكثر في ضوء العلوم وتطورها ما سيبقيه فعالاً في ربط الناس الى معجزة الهية متجددة التجلي على مدار الزمن.
4. محاولة الاجيال المتعاقبة لفهم القصص القرآني في ضوء الثوابت المنطقية والسياقات العقلية يعني انَّ القرآن سيثبت حالة التفكر المنهجي العلمي لدى الاجيال المتعاقبة ويؤكد الحثّ على عدم قبول ايَّة فكرة خارجة عن السياقات المنطقية، فهو تدريب مستمر ومتواصل بطرق علمية متطورة ومتصاعدة لإثبات انَّ القوانين الإلهية ثابتة ولا تختلف من جيل الى جيل فقانون الجاذبية هو ذاته ولكن مقدار ما عرفه الانسان عنه متفاوت ومتصاعد بتصاعد العلوم وزيادة المعارف، فالقرآن الكريم يؤكد على مرّ العصور للأجيال المتعاقبة على ثبات القوانين الالهية والدفع باتجاه عدم القبول بالتفسيرات الخيالية التي لا تنسجم ونتائج العلم وثوابته المنهجية او ثوابت المنطق المتمثل بالفطرة التي فطر الله الناس عليها. والله اعلم