القول الفصل في صلاة الله و ملائكته على النبي، صلاة الله علينا، صلاة الذين أمنوا على النبي و صلاة النبي على أصحابه




"الصلاة على" و "صلى على" في القرآن تفيد المرافقة و المصاحبة و المتابعة،
الآيات:
هو (الله) الذي يصلي عليكم و ملائكته ليخرجكم من الضلمات إلى النور
ان الله و ملائكته يصلون على النبي (المرافقة بالوحي)
و لا تصلى على أحدا منهم مات أبدا ( النبي عندما نهاه الله عن مرافقة جنازة أحد المنافقين)
يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه (أتباع النبي أمرهم الله بمرافقة و مصاحپة النبي و منها جاء مفهوم الصحابة)
و صلي عليهم إن صلاتك سكنا لهم (مرافقة النبي لأصحابه كانت سكنا لهم)
بهذا المفهوم تكون الصلاة على النبي أي مرافقته قد انتهت بوفاته و غير موجودة الآن.

إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
هذه الاية يفهمها التراثيون هكذا:
إِنَّ اللَّهَ …يغفر… للنَّبِيِّ وَمَلائِكَتَهُ …يُثنون… عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا …اُدعوا… لَهُ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.
فعل الصلاة الأول، يشترك فيه الله والملائكة، ولذلك وجب، أن يكون مناط الله والملائكة معاً، وبهذا، يسقط المغفرة والدعاء!
أما الأهم من هذا كله، فإنه يستحيل، في محكم التنزيل، أن تأتي مفردة واحدة، بمعانٍ مختلفة، في آية واحدة !!
يمكن أن تأتي المفردة بمعان مختلفة، في آيات متفرقة، بحسب السياق، لكن أن تأتي في آية واحدة، فهذا محال، لأن الآية، هي كالجملة، في محكم التنزيل، ووحدات الجملة: الكلمة…والكلمة في الجملة الواحدة، لا يمكن أن تأتي بمعان مختلفة…
الجملة، كالمعادلة الرياضية الواحدة، لايمكن أن تأتي فيها المفردة x، بمعنى x و y، معاً!!
فكيف، وأنهم يجعلونها، في هذه الآية، بمعنى x و y و z في آن واحد؟!؟!
هل اذا قلت: زيد يأكل، وعمر يأكل، يا أيها الأطفال كلوا…هل يمكن أن نفهم، أن زيداً يأكل الطعام، وعمر يأكل مال زميله، أي يأخذه لنفسه، والأطفال يأكلون التراث أو الربا؟!؟!
وهل اذا قلت: زيد وعمر يأكلان، يا أيها الأطفال كلوا، هل يمكن ان نفهم أن الأكل هنا، له معانٍ مختلفة ؟!
لذلك، وجب أن نعرف، ما هو معنى الصلاة، الذي يشترك فيه الثلاثة في الآية، لنعرف ما هو المطلوب…
طبعا للصلاة معانٍ كثيرة، وجاءت بها في محكم التنزيل، لكن هنا في الاية الواحدة، يجب ان يكون معنى واحدا، كما رأينا…
ونحن نرى، أن المعنى الذي يوافق الاية، هو اللزوم
جاء في لسان العرب: وقال الزجاج: الأَصلُ في الصلاةِ اللُّزوم. يقال: قد صَلِيَ واصْطَلَى إذا لَزِمَ، ومن هذا مَنْ يُصْلَى في النار أَي يُلْزَم النارَ. قال الأَزهري: والقولُ عندي هو الأَوّل، إنما الصلاةُ لُزومُ ما فرَضَ اللهُ تعالى، والصلاةُ من أَعظم الفَرْض الذي أُمِرَ بلُزومِه.
بهذا المعنى، فإن الله تعالى يخبرنا، أنه وملائكته، يلزمون النبي، أي دائما معه…يشهد عليه، أنه سبحانه دائما معنا: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ، ويشهد على لزوم الملائكة: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ*كِرَاماً كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ…بل إن الصلاة بهذا المعنى، تفسر قوله تعالى: هُوَ ٱلَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلَٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۚ… هذه الآية تفسر لنا، لماذا يصلي الله علينا وملائكته، أي لماذا يلزموننا، ولا يفارقوننا؟ الجواب: من أجل أن يخرجنا الله من الظلمات إلى النور…بل ان النبي أيضا، أمر أن يلزم أصحابه، ولَم يرد في كتب السيرة أبدا، أن محمدا الامين، فارق أصحابه، أو تغيب عنهم، قال تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ…بل إن كتب السيرة، تذكر أنه في المرات القليلة التي غاب فيها النبي عن أصحابه أو افتقدوه، ظنوا أنه اغتيل أو استُطير…ولذلك قال إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ، أي ان ملازمتك لهم، تبعث فيهم السكينة والطمأنينة…
وإذا كان ذلك كذلك، فهمنا معنى الصلاة على النبي، التي أُمِر بها الذين آمنوا…أُمروا أن يلزموا النبي، ولا يفارقوه ولا يتفرقوا عنه أبدا، إلا لقضاء حوائجهم…ونحن نرى، أن الصحابة فهموا هذه الآية تماما، بل نحن نرى، أن هذه الآية، هي التي أصّلت، لمفهوم الصحبة والصحابة، وهو لزوم النبي، وعدم مفارقته…وهذا أمر طبيعي، لانه بملازمة النبي، تعلم الصحابة محكم التنزيل، وتعلموا الدين…
ولذلك أمرت الآية، بالصلاة على النبي، وليس على الرسول، لأن النبي، هو محمد في حياته، وبعد وفاته، يتعذر اللزوم، والصحبة…
لقد انتهت الصلاة على النبي، بانتهاء حياته، ولَم يعد لها دور، وبقيت الصلاة على الرسول، أي لزوم الرسالة، وصحبتها…
الصلاة على النبي، ليست اقوالا تردد، ولا ردا للأمر على الآمر، كما يفعلون…فقولهم اللهم صَل، تعني أنت يا الله صلّ، مع أنه يطلب من الذين آمنوا أن يصلوا…وقولهم سلّم، يعني أنهم يطلبون من الله أن يسلِّم للنبي، مع أن المطلوب، هو تسليم الذين آمنوا، للنبي!
والمفروض القول، اللهم صلّ عليّ صلاة تحل بها عقدي وتفرج بها كربي، لأن الله أخبرنا، أنه يصلي علينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور، فلا بأس أن نتمنى المزيد