من القرآن: إقامة الصلاة هي إقامة الصّلات: ربط العلاقات مع الناس بالتعارف و الاخلاق و المعاملة الحسنة




"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ": ربط آقامة الصلاة (العلاقات) بالقول الحسن.
"رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاة فَاجْعَلْ أَفْئِدَة مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ": التآلف بين الناس هو معنى اقامة الصلاة
"الَّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاة": العلاقات الانسانية تتطلب كف الاذى
"فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأقَِيمُوا الصَّلَاة": الاطمئنان بين الناس شرط توطيد العلاقات.
"فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاة وَآتوَُا الزَّكَاة فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِِّينِ"، اَي ان تابوا عن قتالكم وعداوتكم وربطوا الصلات بكم، فعاملوهم كما تعاملون اخوانكم في الدين.
"الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" الصِِّلة مع الخلق، اذ ربطها بالانفاق.
"وَأَقِيمُوا الصَّلَاة وَآتُوا الزَّكَاة وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" الصِِّلة بالخلق، اذ ربطها بالراكعين، اَي الخاضعين لله، ولو كان المقصود حركات الصلاة لما جاءت بعد إيتاء الزكاة
التفاصيل و التأكيد على هذا:
يقول تعالى في الاية 56 من سورة النور: و أقيموا الصلاة و اتوا الزكاة و اطيعوا الرسول لعلكم ترحمون.
اذا عرضنا الاية على منهجية الدكتور محمد شحرور، فإنها لا تعدو أن تكون من بين خمسة أنواع من الايات، و هي: اية محكمة أو تفصيلها، اية متشابهة أو تفصيلها، تفصيل الكتاب...
غير أنه من الواضح تماما أن الاية ليست تفصيلا، لا للمحكم و لا للمتشابه و لا للكتاب
يبقى هناك احتمالان فيما يخص نوع الاية،
الاول ان هذه اية محكمة، و بما أنها محكمة، فإن تفصيلها يجب أن يكون من داخل الكتاب لقوله تعالى: الر، كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير... و بما أننا نصلي صلاة بتفاصيل و ترتيبات لا نجدها في كتاب الله، فهذا يعنى ان الصلاة التي نؤديها لا علاقة لها بالصلاة المذكورة في الاية المحكمة من سورة النور، لأننا لا نجد هذه التفاصيل في كتاب الله و لا يتطابق ما نفعله مع تفاصيل أي من الايات المحكمات الموجودة في التنزيل الحكيم.
و إلا فأين التفصيل في الكتاب الذي يجب أن يطابق ما نقوم به بخصوص الصلاة الحركية؟
الاحتمال الثاني و هو أن الاية متشابهة، الا أن هذا احتمال مردود لأنه يخرج الاية رأسا من الرسالة، و من الايات المحكمات، و يضعها ضمن أيات القرآن التي تحتمل التصديق أو التكذيب و ليس الطاعة أو اعصيان.. و الاية لا تحتمل الا الطاعة أو العصيان، اذ جاء فيها صراحة أطيعوا الرسول لعلكم ترحمون.
هذا يرجعنا لنقطة البداية، و هي أن الاية من سورة النور هي اية محكمة، و بالتالي لها تفصيل في كتاب الله. فهل صلاتنا الخماسية اليومية نجدها بتفاصيلها و ترتيباتها مفصلة في كتاب الله؟.
الجواب: لا...
لكن اذا أردنا أن نبحث عن تفصيل اقامة الصلاة فإننا نجد أيات كثيرة تفصل لنا اقامة الصلاة و ايتاء الزكاة و إطاعة الرسول، و ما يهمنا هنا هو اقامة الصلاة و تفصيلها.
يقول تعالى: و قولوا للناس حسنا و أقيموا الصلاة... القول الحسن و المعاملة الحسنة هو من اقامة الصلاة